عالم النسيان
جئت من عالم النسيان ،عالم ملؤه الأحزان ، غريب الأوطان و عجيب الأشجان ...
عشت داخله في حيرة وكأني كنت به ضريرة ،كان عالما بلا أحلام كله خيال وأوهام عالم غريب الأوصاف والأطوار ...
عالم يصعب على كل ذي حس مرهف وفكر واسع وخيال شاسع أن يصف طبيعته ..
عالم ملئ بأناس يعيشون في اللا وعي ،لا يفكرون ، لا يمرحون ولا حتى يضحكون، بل إنهم عابسون على الدوام لا ترى في وجههم ابتسامة براقة ولا يملكون قلوبا شفافة بل إن قلوبهم متحجرة لا يعرفون الأمل ولا يرون السعادة ...
أناس لا يستطيع أحد معايشتهم ولا الجلوس معهم ، لأنهم قد يأسوا من حياتهم ونسوا تماما أنه "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس"..
عالم كل ما به عجيب كل ما به غريب كله أوجاع وهموم ،، جراح وشجون،،وحشة وترويع،،حزن وألم،، غضب وتجهم،، خوف وقلق ،، كل ما به سوء يتبعه سوء ...
عالم مجهول لا يحب أحد الذهاب إليه لا أنا ولا أنت ولا هم ..
لأننا جميعا ذوي مشاعر وأحاسيس لأن قلوبنا معلقة بمن خلقها شفافة رقيقة من كثرة خشوعها وطمأنينتها ،قريبة من الله بل هي بين أصابعه عز وجل..
ملئت بحبه وحب كل عمل يقربنا لحبه وحب كل شخصا أحبنا لأجله...
قلوب مؤمنه رائعة ،جميلة رقيقة ، شفافة براقة ،طاهرة نظيفة، زاكية الرائحة زاهية المنظر..
يصعب عليا وصفها من شدة روعتها فسبحان الله الذي وهبنا كل ذاك الجمال والبهاء ،، كل ذلك الطهر والنقاء..
سبحانه جل جلاله وعظم مكانه وعز سلطانه..
فتلك هي قلوبنا.. قلوب المسلمين ،القلوب التي لا تستطيع العيش في ذلك العالم ،، الذي صوره لي عقلي عندما تخيلت عالم من هم بعيدون عن رب العلى عز وجل ..
الذين هم في حال يرثى لها بسبب بعدهم عن الرحمن..
فما وصفت في بدئي وما أسميته بعالم النسيان،، وقصدت به نسيان الرحمن والبعد عن المنان الحنان فكان ما وصفت وما كتبت بعض حالهم بل أسوء فأعاذنا الله منهم وأبعدنا عن ذاك العالم كل البعد..
فالنسيان نعمة عظيمة لكن بنسيان كل شيء إلا نسيان الرحمن فبذكره يتم لنا الأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان وكل ما هو جميل تجده فقط بذكر المنان..
"إن أردتم تنسوا فانسوا كل شيء إلا من رحمكم بنعمة النسيان"