يعتبر
القمر الذي هو أقرب الأجرام إلى الأرض مشكلة منفصلة في حد ذاتها فرغم
دراستها دراسة مباشرة يبقى السؤال عن الكيفية التي نشأ بها دون إجابة.
وتوجد ثلاث نظريات وهى
1/تكون القمر بإنفصال كتلة من الأرض البدائية .
2/تكون القمر في مكان آخر من النظام الشمسي ثم التقطته جاذبية الأرض.
3/تكون القمر قرب الأرض كجرم كوكبي منفصل.
ويدل
إنخفاض كثافة القمر (3.3 جم /سم مكعب بالمقارنة مع الأرض 5.5 جم /سم مكعب)
على أن عنصر الحديد قليل أو منعدم في مواد اللب وأن جل القمر يتألف من
معادن السيليكات كما هو الحال بالنسبة للأجزاء الخارجية للأرض وتدعم هذه
الملاحظة النظرية التي تقول بإنفصال القمر عن الأرض والتي تذهب إلى أن
القمر كان جزءا من الأرض في البداية وأن هذا الجرم الأرضي- القمري قد كان
في البداية يمتلك سرعة دوران قوية جدا أدّت إلى عدم استقراره وإلى انشطار
كتلته ولذلك فربما يتألف القمر من كتلة كانت قد انفصلت عن وشاح الأرض وأحد
المشاكل التي تعترض هذه النظرات هى أن كمية الحركة الزاوية التي للأرض
والقمر معا لا تصلح لتبرير إنفصالهما إذا ما جمعا ليكونا جرما واحدا وتشكل
الفروق الأساسية في التركيب الكيميائي بين القمر والأرض اعترضا آخر إذ
تشير العينات التي جمعت خلال الرحلات الفضائية إلى القمر أن القمر فقير في
عناصر مثل البوتاسيوم والروبيديوم بالنسبة للارض وهما مركبان تصبح
مركباتهما غازية في درجات الحرارة المرتفعة نسبيا (2000 م درجة مئوية) وأن
القمر غني في العناصر المقاومة للحرارة تبعا لذلك مثل التيتيانيوم
والكروميوم وكلا هذان الاعتراضان الخاصان بكمية الحركة الزاوية وبالتركيب
الكيميائي يمكن تعليلهما إذا شمل التبخر والفقد حوالي نصف كتلة القمر عن
طريق التسخين الشديد عند الانفصال إن ذلك يتطلب تتابعا معقدا لأحداث معينة
مما يحول دون قبول هذا التفسير.
من الجائز تفسير الاختلاف الكبير في
التركيب الكيميائي للقمر بإفتراض أنه نشأ في منطقة بعيدة جدا داخل السديم
البدائي وأنه التقط في وقت لاحق ولكن كثافة القمر التي تساوي 3.3 جم/سم
مكعب هي أقل بكثير من مدى الكثافة 5.5 جم/سم مكعب التي للكواكب الصخرية
مما يجعل القمر مختلفا تماما في مكوناته الكلية وفي بيئته حتى لو تكّون
القمر في مكان آخر من السديم الكوني فإنه يصعب أن نرى له خصائص تختلف عن
تلك التي للكواكب الصخرية وبالاضافة إلى كل هذه الصعوبات يشعر الفلكيون
بأن عملية التقاط القمر هي حادثة غير محتملة ربما كان أبسط الحلول لنشأة
القمر هو افتراض ان القمر قد نشأ في مدار قريب من الأرض وهذا يجعل من
المحتمل تكثفه في صورة مستقلة في منطقة قريبة داخل القرص السديمي وإذا كان
الحال كذلك فكيف يمكن إذا أن يختلف في تركيبه الكيماوي بهذا الشكل الشاسع
حيث أنه فقير في العناصر الطيارة ومعدوم اللب الحديدي؟ والإجابة المحتملة
لهذا السؤال هى أن القمر لم ينشأ من مركز تراكم منفصل قريب على الاطلاق
ولكنه بدلا من ذلك تكثف عن غلاف جوي قرصي الشكل من المواد شديدة الحرارة
والمؤلفة بصورة رئيسية من السيليكات المحيطة بالأرض البدائية اثناء
تراكمها ومن وجهة النظر هذه فإن الغلاف الجوي الغني بمعادن السيليكات كان
قد تبخر من سطح الأرض عندما وصلت درجة حرارتها الدرجة القصوى نتيجة للطاقة
الكبيرة لارتطام الجزيئات المتطايرة خلال المراحل الأخيرة من تراكمها.
فعند
الحرارة الازمة للتبخر وهى 2000 درجة مئوية كانت المواد الأكثر تطايرا في
الغلاف الجوي شديدة الحرارة معرضة بشكل خاص للإزاحة بعيدا في الفضاء
بواسطة الرياح الشمسية الشديدة التي يحتمل أن تكون سائدة في ذلك الوقت.
فبينما
بدأ الغلاف الجوي البدائي في البرودة تكثفت مركبات السيليكات المختلفة
الأقل تطايرا إلى جزيئات مكونة قرصا حول الأرض مشابها لحلقات زحل ولا
تختلف عن ذلك إلا في كونها أكثر كثافة وقد تكثفت مواد القمر بعد ذلك من
العناصر المقاومة للحرارة في القرص وذلك بعد وقت قصير مقدر بمئة سنة
تقريبا وعلى أثر نشأة القمر تابع كل من القمر والأرض برودتهما حت وصلت
المسافة بينهما إلى وضعها الحالي.
وبغض النظر عن الطريقة التي نشأ بها
القمر فإنه ليس من الضروري أن تكون توابع الكواكب الأخرى قد نشأت بنفس
الطريقة فربما نشأ بعضها في مداراتها الحالية بينما نتج بعضها الآخر من
انشطار الكواكب وربما نشأ البعض الآخر بطريقة مستقلة والتقط بعد ذلك وعلى
كل حال فقد أصبح من المؤكد أن جميع الكواكب وتوابعها قد نشأت من نفس
المادة الأصلية وفي نفس الوقت .